للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

دعوة موسى وهارون على فرعون لم تظهر إجابتها إلا بعد أربعين سنة، وحكي الإمام أبو حامد الغزالي عن بعضهم أنه قال: إني لا أسأل الله عز وجل منذ عشرين سنة حاجة ما أجابني وما أجابني وأنا أرجوا الإجابة (١).

فائدة: قال ناس من الصحابة لعمر -رضي الله عنه-: ما بال الناس في الجاهلية كانوا إذا ظلموا فدعوا يستجاب لهم ونحن اليوم ندعوا فلا يستجاب لنا وإن كنا مظلومين، فقال عمر -رضي الله عنه-: كان ذلك ولا أجر لهم إلا ذاك فلما نزل الوعد والوعيد والحدود والقصاص والقود وكلهم الله عز وجل إلى ذلك انتهى. قاله في تاريخ كنز الدر (٢)، وفي مناقب الأبرار قيل لإبراهيم بن أدهم ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ قال: لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء: الأول: عرفتم الله فلم تؤدوا حقه. الثاني: زعمتم أنكم تحبون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتركتكم سنته. الثالث: قرأتك القرآن ولم تعملوا به. الرابع: أكلتم نعمة الله ولم تؤدوا شكرها. الخامس: قلتم إن الشيطان عدوكم ووافقتموه. السادس: قلتم إن الجنة حق ولم تعملوا لها. السابع: قلتم إن النار حق ولم تهربوا منها. الثامن: قلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له. التاسع: انتبهتم من النوم فاشتغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم. العاشر: دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم (٣) والله أعلم.

تنبيه: ومن أجوبة عمر الحسنة أنه قال: لأن في يوم كذا من شهر كذا ساعة


(١) سلاح المؤمن (ص ١٥٧ - ١٥٨)، ودليل الفالحين (٧/ ٣٠٣).
(٢) كنز الدرر (٣/ ١٨٠).
(٣) حلية الأولياء (٨/ ١٥) ومناقب الأبرار (ص ٢٧).