للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عليك، بمنزلة قولهم: السلام عليك، فالصلاة تحية له كما أن السلام تحية له، وفي ذلك الجمع بين تحيتين والصلاة والسلام هنا خبر معناه الدعاء والمعنى جعل الله الصلاة والسلام عليك يا رسول الله، وهذا كقول المصلي سمع الله لمن حمده فإنه خبر معناه الدعاء أي قبل الله حمد من حمده، وقال الخطابي أصل الصلاة في اللغة الدعاء إلا أن الدعاء يختلف بحسب المدعو له فصلاته لأمته دعاء لهم بالمغفرة وصلاة الأمة له دعاء له بزيادة القربة والزلفة هذه لا تليق بغيره -صلى الله عليه وسلم- (١)، أ. هـ.

وقال شيخ الإسلام ابن عبد السلام: ليست صلاتنا على النبي -صلى الله عليه وسلم- شفاعة منا له فإن مثلنا لا يشفع لمثله ولكن الله سبحانه وتعالى أمرنا بمكافأة من أنعم علينا وأحسن إلينا فإن عجز عن مكافأته دعونا له أن يكافئه عنا ولما عجزنا عن مكافأة سيد الأولين والآخرين أمرنا رب العالمين أن نسأل الله أن يصلي عليه لتكون صلاتنا عليه مكافأة بإحسانه إلينا وأفضاله إذ لا إحسان أفضل من إحسانه -صلى الله عليه وسلم- (٢)، ورئي الإمام الشافعي في النوم فقيل: ما فعل الله تعالى بك فقال: غفر لي ورحمني وزففت إلى باب الجنة كما تزف العروس ونير عليّ اللؤلؤ الرطب فقلت: بم بلغت هذا؟ فقيل لي بقولك في كتاب الرسالة وصلى الله على محمد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون قال: فلما أصبحت نظرت الرسالة فإذا الأمر كما رأيت، وفي الإحياء


(١) أعلام الحديث (٢/ ٨١٧ - ٨١٨).
(٢) القول البديع (ص ٣٤).