للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصلاة لأن الحبيب يحب أن يذكر أحباءه وأخلائه]، حكاه القاضي أبو الطيب في تعليقه عن بعض أصحابنا وأختاره الأزهري وآخرون وهو قول سفيان الثوري وغيره من المتقدمين ورواه البيهقي عن جابر بن عبد اللّه وغيره وروى عن واثلة بن الأسقع قال: جئت أطلب عليا فلم أجده فقالت فاطمة انطلق إلى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فدعوه فجاء مع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فدخلا ودخلت معهما فدعا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - حسنا وحسينا فأجلس كلّ واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبه وقال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} (١) اللهم هؤلاء أهلي قال واثلة: قلت يا رسول اللّه وأنا من أهلك قال: "وأنت من أهلي"؛ الثالث: أشرك إبراهيم مع محمد عليهما الصلاة والسلام لما روي أن إبراهيم رأى في المنام جنة عريضة مكتوب على أشجارها لا إله إلا اللّه محمدٌ رسول اللّه فسأل جبريل - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عن محمد وأمته فأخبره جبريل عن حاله فقال: يا رب أجر ذكر على لسان أمة محمد فاستجاب اللّه دعاءه وضمه بالصلاة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ الرابع: أمرنا أن نصلي على إبرأهيم لأن قبلتنا ومناسكنا مناسكه وشريعتنا شريعته وملتنا ملته ومنه قوله تعالى: {فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} (٢) فلما كان هو المتبوع [لعله بضم التاء وتشديد الباء جمع تابع كذلك، قاله كاتبه] [قال واثلة: إنها لمن أرجى ما أرجوا قال البيهقي هذا إسناد صحيح قال: وهو إلى تخصيص واثلة أقرب من تصميم الأمة كلها وكانه رأى واثلة في حكم


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٣٣.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ٩٥.