للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صل على محمد اللهم استجب لمحمد دعوته في أمته كما استجبت لإبراهيم دعوته وهي معنى: كما صليت على إبراهيم وآلط إبراهيم، ومن المعلوم أن الدعاء للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالوسيلة لا يرد فكذلك ما كان مقرونا به من الدعاء وأيضًا لما صلى الداعي على النبي - صلى الله عليه وسلم - كافأه اللّه تعالى بإستجابة دعوته لأن الجزاء من جنس العمل قاله في كشف الأسرار (١).

فائدة: فإن قيل: تقرر أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأنبياء فكيف نسأل أن يصلي عليه عليه كإبراهيم - عَلَيْهِ السَّلَامُ -؟ فالجواب: أن الكلام تم عند قوله اللهم صل على محمد واستأنف وعلى آل محمد إلى آخره، أي: وصل على آل محمد فالمسئول له إبراهيم وآله أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لا نفسه - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: طلب له ولآله وليسوا بأنبياء منازل إبراهيم ولم تجمع الرحمة والبركة لنبي غيره قال اللّه تعالى: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} (٢) وإبراهيم بالسريانية معناه أب رحيم.

تنبيه: قوله (وآل إبراهيم) يدخل في آل إبراهيم خلائق لا يحصون من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولا يدخل في آل النبي نبي بطلب إلحاق هذه الجملة التي فيها نبي واحد وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - بتلك الجملة التي فيها خلائق من الأنبياء عليهم السَّلام.


(١) كشف الأسرار (لوحة ٦٣).
(٢) سورة هود، الآية: ٧٣.