للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المنذر (١): إنما فُضل عمل اليد على سائر المكاسب إذا نصح العامل بيده، وروي أبو سعيد المقبري عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير الكسب [كسب] يد العامل إذا نصح" رواه أحمد في مسنده (٢) وذلك أن فيه أيضًا [إيصال النفع] إلى المكاسب وغيره وللسلامة عن البطالة المؤدية إلى [الفضول ولكسر النفس به وللتعفف] بذلك عن ذل السؤال (٣) ذكر معتمر عن [سليمان] أنه كان يعمل في الخوض فقيل له أتعمل هذا وأنت أمير المدائن فقال إني [أحب أن آكل] من عمل يدي (٤) وقد ثبت أن التوكل فعل القلب فلا ينافي حركة الجوارح ولو كان كلّ كاسب ليس بمتوكل كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام غير [متوكلين فقد كان آدم - عَلَيْهِ السَّلَامُ -، حراثا، ونوح، وزكريا نجارين، وإدريس خياط وإبراهيم ولوط زراعين وصالح تاجرا وكان سليمان يعمل الخوص، وداود يصنع الدرع ويأكل من [ثمنه] وكان موسى وشعيب صلوات اللّه وسلامه عليهم رعاة وقال نبينا - صلى الله عليه وسلم -: "كنت أرعى غنما لأهل مكة بالقراريط فلما أغناه اللّه تعالى بما فرض له من الفيء لم يحتج إلى الكسب" وقد كان أبو بكر الصديق وعثمان وعبد الرحمن وطلحة ومحمد بن سيرين وميمون بن مهران بزازين، وكان الزبير بن العوام وعمرو بن


(١) الإقناع (٢/ ٥٥٥)، وشرح الصحيح (٦/ ٢١٠) لابن بطال.
(٢) أحمد (٨٤١٢)، والبيهقي في شعب الإيمان (١٢٣٦)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٧٧٤).
(٣) الكواكب الدراري (٩/ ١٩٨).
(٤) شرح الصحيح (٦/ ٢١٠) لابن بطال.