العاص وعامر بن [كريز] خرازين وكان سعد بن أبي وقَّاص يبري النبل وكان عثمان بن طلحة خياطا وما زال أصحاب رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يتجرون في البر والبحر ويعملون في نخيلهم والتابعون من بعدهم يكتسبون ويأمرون بالكسب وبالقدرة بهم، وقال أبو قلابة: لأن أراك ان تطلب معاشاك أحب إليّ من أن أراك في زاوية المسجد، قال عطاء بن السائل: لما استخلف أبو بكر الصديق أصبح غاديا إلى السوق ومعه أثواب يتجر بها فلقيه عمر وأبو عبيدة فقا لا: أين تريد؟ قال: السوق، قالا:[تصنع] ماذا وقد وليت أمور المسلمين، قال: فمن أين أطعم عيالي؟
وعن عمرو بن ميمون عن أبيه قال: لما استخلف أبو بكر جعلوا له ألفين، فقال زيدوني فإن لي عيالا وقد شغلتموني عن التجارة فزادوه خمسمائة، وعن محمد بن عاصم قال: بلغني أن عمر بن الخطاب كان إذا رأى فتى فأعجبه حاله سأل عنه هل له حرفة، فإن قيل: لا قال سقط من عيني، قاتل في الإحياء: وسئل الإمام أحمد بن حنبل ما تقول في رجل جالس في بيته أو في مسجده، وقال لا أعمل شيئًا حتى يأتيني رزقي، قال الإمام أحمد: هذا رجل جهل العلم أما سمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " [جعل اللّه رزقي تحت، ظل رمحي" يإسناد صحيح، والحديث الآرخ:"لو توكلتم على اللّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا" فذكر انها تغدوا وتروح في طلب الرزق، قال اللّه تعالى:{وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}(١)