للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيبيعها فيكف اللّه بها وجهه" أحبله بفتح الهمزة وإسكان الحاء المهملة وضم الباء الموحّدة، والأحبل جمع الحبل نحو الفلس والأفلس ويجمع أيضًا على حبال يعني أخذ الحبل للاحتطاب خير من السؤال (١).

وقوله "فيأتي بحزمة" والحزمة بضم الحاء المهملة وإسكان الزاي أي ما تُسمّى بالفارسية (دستة) (٢)، وقوله "فيكف بها وجهه" أي فيمنع اللّه بها وجهه أن يريق ماءه بالسؤال عن الناس أي إن لم يجد إلا الاحتطاب من الحرف (٣) ففي هذا الحديث ترجيح الاكتساب على السؤال ولو كان بعمل شا [ق كا] لاحتطاب ولو لم [يقدر علي] بهيمة بحتطب الحطب عليها بل حمله على ظهره (٤) وفي الاكتساب فائدتان: الاستغناء عن الناس والتصدق، وقد ذكرهما في قوله في رواية مسلم "فيتصدق ويستغني من الناس" كذا هو في أكثر نسخ مسلم بالميم وفي بعضها عن الناس بالعين (٥)، قال النووي (٦): وكلاهما صحيح والأول محمول على الثاني، وفيه فضيلة الاكتساب بعمل اليد، وقد ذكر بعضهم أنه أفضل المكاسب (٧) ففيه التحريض على الاكتساب كما تقدم


(١) الكواكب الدراري (٩/ ١٩٩)، وطرح التثريب (٤/ ٨٣).
(٢) الكواكب الدراري (٨/ ١٦).
(٣) الكواكب الدراري (٨/ ١٦).
(٤) طرح التثريب (٤/ ٨٣).
(٥) طرح التثريب (٤/ ٨٤).
(٦) شرح النووي على مسلم (١٠/ ١٥٣).
(٧) طرح التثريب (٤/ ٨٤).