يونس عنه؛ وفي أوائل المجالسة للدينوري أنه أقبل عليه أبيضان لأنهما نسران إلى آخره؛ وفي المستدرك: فأقبل عليه طيران أبيضان كأنهما نسران، وذكر الحديث بطوله، وروى ابن أبي الدنيا وغيره بإسناد يرفعه إلى أبي ذر، قال: قلت يا رسول الله: كيف علمت أنك نبي وكيف علمت حنى استيقنت؟ قال:"يا أبا ذر أتاني ملكان فوقع أحدهما بالأرض وكان الآخر بين السماء والأرض، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: فوزنني برجل فرجحته، ثم قال: زنه بعشرة، فرجحتهم، ثم قال: زنه بمائة، فوزنني فرجحنهم، ثم قال: زنه بألف وزنني فرجحتهم، ثم قال أحدهما لصاحبه: شق بطنه فشق بطني فأخرج قلبي فأخرج منه معد الشيطان" الحديث، وفيه:"ثم قال أحدهما لصاحبه: اغسل بطنه غسل الإناء واغسل قلبه غسل الملاء، ثم قال أحدهما لصاحبه: خط بطنه، فخاط بطني وجعل الخاتم بين كتفي ووليا عني، فكأني أعاين الأمر معاينة" وفي هذا الحديث من الفوائد أن خاتم النبوة لم تكن قبل ذلك، واختلف الناس في صفته على عشرين قولًا، حكاها الحافظ قطب الدين؛ وتقدم بعض ذاك في الفائدة قبل هذه، وروى الحاكم والترمذي في المناقب عن أبي موسى قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي - صلى الله عليه وسلم - في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: هذا سيد الخلق أجمعين هذا رسول رب العالمين، فقال له أشياخ من قريش: ما علمك بهذا، فقال: أنكم حين أشرفتم على العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجدا لله تعالى وسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يفعل ذلك إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم