للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: لم ندر هل خلق بالنبي - صلى الله عليه وسلم -أو وضع فيه بعد ما وضع أو حين نبئ، قال السهيلي: والحكمة في خاتم النبوة على جهة الاعتبار أنه لما ملئ قلبه - صلى الله عليه وسلم - حكمة ويقينا ختم عليه كما يختم على الوعاء المملوء مسكا أو درًا، ولما روي عن جابر - رضي الله عنه - قال: أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفه فالتقمت خاتم النبوة بفمي فكان ينم عليّ مسكًا، ورأيته في بعض النسخ فكان يشج على مسكًا، أي: أشم منه مسكا وهو من شج الشراب إذا مزجه بالماء، كأنه كان يخلط النسيم الواصل على مشمه بريح المسك. انتهى.

وأما وضعه عند نغص الكتف [أي: أعلاه] فلأنه - رضي الله عنه - معصوم من وسوسة الشيطان فذلك الموضع يوسولس الشيطان لابن آدم، وروى ميمون بن مهران عن عمر بن عبد العزيز أن رجلا سأل ربه سنة أن يريه موضع الشيطان منه، فأراه جسدا كالبلور يرى داخله من خارجه، والشيطان في صورة ضفدع عند نغص كتفه يحاذي قلبه له خرطوم كخرطوم البعوضة قد أدخله إلى قلبه يوسوس إذا ذكر الله العبد خفس أي تأخر (١)، انتهى، قاله العراقي (٢) في شرح الأحكام.

فائدة أخرى تتعلق بخاتم النبوة: ذكره السهيلي عن رواية ابن إسحاق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما كان في بني سعد نزل عليه كركيان فشق أحدهما بمنقاره جوفه ومج الآخر بمنقاره في فيه ثلجا أو بردا أو نحو هذا، وهي رواية غريبة، ذكرها


(١) الروض الأنف (٢/ ١٧٨)، وسبل الهدى والرشاد (٢/ ٤٩ - ٥٠).
(٢) طرح التثريب (٤/ ٤٠ - ٤٢).