للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومسلم بستة. نزل الكوفة وتوفى بها زمن مصعب بن الزبير. استصغره النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر، وأول مشاهده أحد، روينا في صحيح البخاري، عن البر اء، قال: استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر. وشهد البراء مع أبي موسى غزوة تستر، وشهد مع علي، رضى الله عنه، الجمل، وصفين، والنهروان، هو وأخوه عبيد بن عازب، وكان للبراء ابنان: يزيد، وسويد، رضى اللّه عنه وعنهما].

قوله: سئل رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: أي الكسب أطيب؟ قال: "عمل الرجل بيده وكل [كسب] مبرور"، قال أبو الليث السمرقندي (١): كره بعض الناس الاشتغال بالكسب (٢) وقالوا: الواجب على الإنسان الاشتغال بعبادة ربه ويتوكل عليه، وقال عامة أهل العلم: الكسب بمقدار ما يطفيه ولعياله واجب


(١) بستان العارفين (ص ٣٦٧).
(٢) أما التفرغ لطلب العلم فلا شك أن طلب العلم من أفضل العبادات ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالي، وذلك لما اشتمل عليه من إصلاح للفرد ونفع للمجتمع وإحياء للشرع وعلومه. فقد روى ابن ماجة وغيره عن أبي ذر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: يا أبا ذر لأن تغدو فتعلم آية من كتاب خير لك من أن تصلي مائة ركعة، ولأن تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل خير من أن تصلي ألف ركعة. قال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب: إسناده حسن.
ويكفي العلم فضلًا وشرفا أن الله تعالى لم يأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يستزيد من شيء سوى العلم فقال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: ١١٤].
فإذا استطاع الإنسان أن يجمع بين طلب العلم والبقاء في العمل فلا شك أن هذا أفضل، وإذا لم تستطع الجمع بينهما ولم تكن تحتاج إلى العمل وكان لديك ما يكفيك أنت ومن تجب عليك نفقته فلا كرهة حينها على من ترك العمل وتفرغ لطلب العلم لأن العمل لا يجب على من لا يحتاج إليه.