للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فإن زاد على ذلك فهو مباح والاشتغال بالعبادة أفضل فإن اشتغل بطلب الزيادة لا يكون حراما إذا لم يرد الفخر والرياء وأما من قال إنه لا يشتغل بالكسب فلأن اللّه تعالى قال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)} (١) وأخبر أنه خلق الخلق لعبادته فينبغي لهم أن يشتغلوا بعبادة ربهم، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما أوحى إليّ بأن أجمع المال ولا أكون من التاجرين ولكنه أوحي إليّ بأن سبح بحمد ربك" وكن من الساجدين {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩)} (٢) وأما حجة من قال أن طلب قوته وقوت عياله واجب لأن اللّه تعالى فرض الفرائض ثم لا يتهيأ للعبد أداء الفرائض إلا باللباس وقوت النفس وذلك لا يقدر عليه إلا بالكسب قال اللّه تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} (٣) وروى النبي - صلى الله عليه وسلم -[تبايعوا بالبز فإن] أباكم إبراهيم كان بزازًا، وقيل: إذا وجد الرجل ست خصال يكون سيد الرجال ثلاث من خارج البيت وثلاث من داخله، فأما اللواتي من خارج البيت فالأولى الاستفادة من العُلماء، الثاني: مخالطة أهل الورع، الثالثة: أن يطلب قوته وقوت عياله من وجه ما يحل ويحمل، وأما اللواتي من داخل البيت وهي الرابعة المذاكرة مع أهله بما يسمع من العُلماء، الخامسة: استعمال النفس بما [رأي] من أهل الورع، السادسة: أن يوسع على أهله من اللباس والطعام بمقدار، أ. هـ.


(١) سورة الذاريات، الآية: ٥٦.
(٢) سورة الحجر، الآية: ٩٩.
(٣) سورة الجمعة، الآية: ١٠.