السفر، واختياره للخروج للسفر محتمل لوجوه، الأول: أنه يوم مبارك ترفع] فيه أعمال العباد إلى اللّه تعالى فأحب أن يرفع له فيه عمل صالح إذا كانت سفراته للّه تعالي، الثاني: أنه أتم الأسبوع عددًا، الثالث: أنه كان يتفاءل بالاسم الحسن والخميس الجيش لأنهم خمس فرق المقدمة والقلب والميمنة والميسرة، فيرى في ذك من الفأل الحسن حفظ اللّه تعالى له وإحاطة جنوده به حفظا ورعاية، أ. هـ.
قوله: وكان صخر تاجرا فكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله، حتى كان لا يدري أين يضعه، وفي بعض طرق الحديث: كان صخر يبعث غلمانه يوم الخميس وليس لصخر بن وداعة في الكتب الستة سوى هذا الحديث، وله في غيرها حديث "لا تسبوا الأموات تؤذوا الأحياء".
قوله: وكان إذا بعث جيشا بعثهم أول النهار، السرية: قطعة من الجيش تخرج تغير وترجع إليه، وسميت سرية لأنها ترسى بالليل ويخفي ذهابها.
فائدة: قال شيخ الإسلام النووي في كتابه رءوس المسائل (١): يستحب لمن كانت له وظيفة من قراءة أو فقه أو حديث من علوم الشرع أو تسبيح أو اعتطاف أو نحو ذلك من العبادات أو صنعة من الصنائع أو عمل من الأعمال مطلقا يتمكن من فعله أول النهار وغيره أن يفعله في أول النهار، وكذلك من أراد سفرا أو أنشأ أمرًا أو عقد نكاح وغيره أو غير ذلك من الأمور، ودليل هذه الفائدة حديث صخر هذا واللّه أعلم.