للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إليه مأمورون بعبادة الله عز وجل، والظاهر أن المراد بالطيبات في الآيتين الحلال بدليل ما سبق قبله وما بعده من ذم المطعم الحرام ا. هـ، والمراد بهذا أن الرسل وأممهم مأمورون بالأكل من الطيبات التي هي الحلال وبالعمل الصالح فما دام الأكل حلالا فالعمل الصالح مقبول فإذا كان الأكل غير حلال فكيف يكون العمل مقبولا؟!.

قوله: "ثم ذكر الرجل يطيل السفر" هذا من كلام أبي هريرة يعني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ما سبق ذكره استطرد الكلام حتى "ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر" الحديث معناه والله أعلم يطيل السفر في وجوه الطاعات كالحج والجهاد وزيارة مستحبة وصلة رحم وما أشبه ذلك من أسفار الطاعات إلا أن أشعث يدل على المحرم والشعث في الشعر والغبرة في سائر الجسد.

قوله: "يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب" هذا الكلام أشار فيه بإلى آداب الدعاء وإلى الأسماء التي تقتضي إجابته وإلى ما يمنع من إجابته فذكر أن الأسباب التي تقتضي إجابة الدعاء أربعة أحدها إطالة السفر والسفر بمجرده يقتضي إجابة الدعاء كما في حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده" رواه أبو داود والترمذي (١) وعنده دعوة الوالد على ولده


(١) أخرجه أبو داود (١٥٣٦) والترمذى (١٩٠٥) و (٣٤٤٨). وقال الألباني: حسن صحيح أبي داود وصحيح الترمذي والصحيحة (٥٩٦، ١٧٩٧)، وصحيح الأدب المفرد (٣٢ و ٤٨١) وصحيح الترغيب (١٦٥٥) و (٢٢٢٦) و (٣١٣٢).