للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتبوأت من الجنة منزلا" (١) فالمؤمن كله طيب قلبه ولسانه وجسده بما سكن في قلبه من الإيمان وظهر على لسانه من الذكر وعلى جوارحه من الأعمال الصالحة التي هي ثمرة الإيمان وداخلة في اسمه فهذه الطيبات كلها يقبلها الله عز وجل ومن أعظم ما يحصل به طيبة الأعمال [للمؤمن] طيب مطعمه وأن يكون من حلال فبذلك يزكو عمله وفي هذا الحديث إشارة إلى أنه لا يقبل العمل ولا يزكوا إلا بأكل الحلال فإن أكل الحرام يفسد العمل ويمنع قبوله فإنه قال: بعد تقريره إن الله لا يقبل إلا طيبا ا. هـ.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} (٢) وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} (٣) " الحديث ففيه دليل على أن الرسل وأممهم سواء في عبادة الله تعالى والدخول تحت خطابه إلا ما قام عليه الدليل من اختصاصهم على الأمم ببعض الأحكام لأن الجميع عبيد


(١) أخرجه: ابن المبارك في المسند (٣)، وفي الزهد، له (٧٠٨)، وأحمد ٢/ ٣٢٦ و ٣٤٤ و ٣٥٤، وعبد بن حميد (١٤٥١)، والبخاري في الأدب المفرد (٣٤٥)، وابن ماجه (١٤٤٣)، والترمذي (٢٠٠٨)، وابن حبان (٢٩٦١)، والبيهقي في شعب الإيمان (١١/ ٣٣٠ رقم ٨٦١٠) وفي الآداب، له (ص ٧٣ - ٧٤ رقم ١٨١)، والبغوي (٣٤٧٢) و (٣٤٧٣) عن أبي هريرة. وقال الألباني: صحيح لغيره صحيح الترغيب (٢٥٧٨) ورياض الصالحين (٣٦٦) وصحيح الترغيب (٣٤٧٤) المشكاة (١٥٧٥ و ٥٠١٥/ التحقيق الثانى) وقال حسن لغيره.
(٢) سورة المؤمنون، الآية: ٥١.
(٣) سورة البقرة، الآية: ١٧٢.