للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يتصدق من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب" (١) والمعنى أنه تعالى لا يقبل من الصدقات إلا ما كان طيبا حلالا ولا يحل أن يتقرب بغير ذلك إليه إذا ليس من صفته تعالى قبول الشيء الخبيث والرضي بالمنكر، وإنما لا يقبل الله تعالى الصدقة من المال الحرام لأنه غير مملوك للمتصدق وهو ممنوع من التصرف فيه والتصدق به تصرف فيه فلو قبلت منه لزم أن يكون مأمورا به منهيا عنه من وجه واحد وهو محال لأن أكل الحرام يفسد القلوب فيحرم الرقة والإخلاص فلا تقبل الأعمال قال ابن رجب (٢): وقد قسم الله تعالى الكلام إلى طيب وخبيث فقال: تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} (٣) الآية وقال: الله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} (٤) ووصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه يحل الطيبات ويحرم الخبائث وقد قيل إنه يدخل في ذلك الأعمال والأقوال والاعتقادات أيضا ووصف الله تعالى المؤمنين بالطيب في قوله تعالى: {تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} (٥) وأن الملائكة تقول عند الموت: أخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب وإن الملائكة تسلم عليهم عند دخول الجنة ويقول لهم طبتم وقد ورد في حديث "إن المؤمن إذا زار أخاه في الله تقول لهم الملائكة طبت وطاب ممشاك


(١) أخرجه البخاري (١٤١٠) و (٧٤٣٠)، ومسلم (٦٣ و ٦٤ - ١٠١٤) من حديث أبى هريرة.
(٢) جامع العلوم والحكم (١/ ٢٧٥ - ٢٧٦).
(٣) سورة إبراهيم، الآية: ٢٤.
(٤) سورة فاطر، الآية: ١٠.
(٥) سورة النحل، الآية: ٣٢.