للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والمشهور النصب لأن التشبيه وقع بالتفاوت الذي بين رؤوسهما إشارة إلى ما بينه وبين الساعة كقرب السبابة من الوسطى؛ ولهذا ذكر السهيلي أن ذلك نصف سبع أصبع فيكون تأخير القيامة بمقدار ذلك (١)، والله أعلم؛ واختلف في المراد به، فقيل: المراد بينهما شيء يسير كما بين الإصبعين في الطول؛ وقال القاضي عياض: يحتمل أنه تمثيل لمقاربتهما وأنه ليس بينهما أصبع أخرى كما أنه لا نبي بينه وبين الساعة، وقال بعضهم: المراد به أنه - صلى الله عليه وسلم - ليس بينه وبين الساعة نبي كما أنه ليس بين السبابة والوسطى أصبع، قال القاضي: ويحتمل أنه لتقريب ما بينهما بالمدة وأن التقارب بينهما كنسبة التقارب بين الإصبعين تقريبا لا تحديدًا (٢)، انتهى، وقيل: هو إشارة إلى قربه من الساعة، ثم اختلفوا في معنى القرب: هل هو بالنسبة إلى طول ما بين الإصبعين طولا أو عرضا ورجحوا الطول، والله أعلم.

قوله: "ويقرن بين إصبعيه" بضم الراء على المشهور الفصيح، وحكي كسرها أيضا، وسميت السبابة بذلك لأنهم كانوا يشيرون بها عند السب (٣)، والسبابة أيضًا تسمى بالمسبحة بكسر الموحدة المشددة، وهي التي تلي الإبهام، وسميت أيضا بالسبابة لأن الناس يشيرون بها، وسميت بالمسبحة


(١) عزاه السهيلي للطبرى كما في الروض الأنف (٤/ ٤٢٠).
(٢) شرح النووي على مسلم (٦/ ١٥٥).
(٣) شرح النووي على مسلم (٦/ ١٥٤)، والبعلى في المطلع على ألفاظ المقنع (١/ ١٠٠)، وفتح البارى (١١/ ٣٤٩).