قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" وما أحسن جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعوذه به ضلع الدين وقهر الرجال وضلع الدين بفتح الضاد المعجمة واللام جميعا هو ثقله وشدة حمله شدته وثقل حمله لأن غلبة الدين هو غلبة على الباطن بشدة الاهتمام، وقهر الرجال هو استيلاؤهم على الظاهر بقهر الاحتكام وليس هذا بعجب ممن أوتي جوامع الكلم - صلى الله عليه وسلم - وقهر الرجال يريد بذلك قهر السلطان وجوره وقد روي وغلبة الرجال واللّه أعلم ذكر هذا التفسير غالبه ابن النحاس.
٢٨٠٣ - وَعَن أنس بن مَالك - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - لِمعَاذ أَلا أعلمك دُعَاء تَدْعُو بِهِ لَو كَانَ عَلَيْك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عَنْك قل يَا معَاذ اللَّهُمَّ مَالك الْملك تؤتي الْملك من تشَاء وتنزع الْملك مِمَّن تشَاء وتعز من تشَاء وتذل من تشَاء بِيَدِك الْخَيْر إِنَّك على كل شَيْء قدير رَحْمَن الدُّنْيَا وَالآخِرَة ورحيمهما تعطيهما من تشَاء وتمنع مِنْهُمَا من تشَاء ارْحَمْنِي رَحْمَة تغنيني بهَا عَن رَحْمَة من سواك رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير بِإِسْنَاد جيد (١).
قوله: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - تقدم.
(١) أخرجه الطبراني في الصغير (١/ ٣٣٦ رقم ٥٨٨) من طريق وهب الله بن راشد، حدثنا يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن أنس بن مالك. وقال: لم يروه عن الزهري إلا يونس، ولا عنه إلا وهب الله. قال الهيثمي في المجمع ١٠/ ١٨٦: رواه الطبراني في الصغير، ورجاله ثقات. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (١٨٢١).