للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "العليم" (معناه المدرك لما يدركه المخلوقين بعقولهم وحواسهم وما لا يستطيعون إدراكه من غير أن يكون موصوفا بعقل أو حس. وذلك راجع إلى أنه لا يغرب عنه شيء ولا يعجزه إدراك شيء كما يعجز "عن ذلك" من لا عقل له ولا حسن، من المخلوقين) وهو حديث جليل ينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة قال الطبري: كان السلف - رضي الله عنهم - يدعون به ويسمونه دعاء الكرب فإن قيل هذا ذكر وليس فيه دعاء قلنا قال بعضهم: هذا ذكر يستفتح به الدعاء ثم يدعوا بما شاء وقد يجاب بما أجاب به سفيان بن عيينة حيث قال: أما علمت قوله: "من شغله ذكري من مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" وقال الشاعر:

إذا أثنى عليك المرء يوما ... كفاه من تعرضه الثناء

ذكره النووي في أذكاره (١).

٢٨١٣ - وَعَن سعد بن أبي وَقاص - رضي الله عنه -: قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - دَعْوَة ذِي النُّون إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بطن الْحُوت {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (٢) فَإِنَّهُ لم يدع رجل مُسلم فِي شَيْء قطّ إِلَا اسْتَجَابَ الله لَهُ رَوَاهُ التّرْمِذِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الإِسْنَاد وَزَاد الْحَاكِم فِي رِوَايَة لَهُ فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله هَل كَانَت ليونس خَاصَّة أم للْمُؤْمِنين عَامَّة


(١) شرح النووي على مسلم (١٧/ ٤٧ - ٤٨) ولم أجده في الأذكار.
(٢) سورة الأنبياء، الآية: ٨٧.