للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

آخره وإذا سئلت عن الإيمان وماهو فقل الإيمان هو التصديق بالقلب باللّه تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خير وشره فهذه قواعد الإيمان وأصول التوحيد واللّه تعالى أعلم.

تنبيه: قوله: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا اللّه أن تشهد منصوب بأن وباقي الأفعال عطف عليه وهي تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة إلى آخره فأما تؤمن فمنصوب مباشرة مثل تشهد ونبهنا على هذا لأن بعض الناس يغلط فيه فيرفع بعض هذه الأفعال ظنا أنها مستأنفة واللّه أعلم ذكره الطوفي (١).

فائدة: واختلف العُلماء في الإيمان والإسلام هل هما واحد أو متغايران فذهب بعض العُلماء إلى أن الإيمان غير الإسلام وهذا الحديث يقتضى تغايرهما لأن جبريل سأل عنهما سؤالين وأجيب عنهما بجوابين وفسر له الإسلام بأعمال الجوارح كالصلاة والزكاة والحج وفسر الإيمان بعمل القلب وهو التصديق ولو كانا واحد لكان السؤال والجواب على أحدهما كافيا عن السؤال عن الآخر ولكان تفسير أحدهما وهو عين تفسير الآخر قاله الطوفي (٢) وذهب عامة أهل السنة إلى أنهما واحد واستدلوا يقوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (٣)، {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (٤) فأخبر أن


(١) التعيين في شرح الأربعين (ص ٥٤).
(٢) المصدر السابق (ص ٥٥).
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٩.
(٤) سورة المائدة، الآية: ٣.