للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جلست للناس فكن واعظا لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك واللّه يراقب باطنك (١) ا. هـ.

تنبيه: وهذه المنزلة يعني الإحسان هي لب الإيمان وروحه وكما له وهذه المنزلة تجمع جميع المنازل قال: النبي - صلى الله عليه وسلم - في تفسير الإحسان أن تعبد اللّه كأنك تراه فان لم تكن تراه فإنه يراك إشارة إلى كمال الحضور مع الله ومراقبته الجامع لخشيته ومحبته ومعرفته والإنابة إليه والإخلاص له ولجميع مقامات الإيمان وقد وعد اللّه على الإحسان بالإحسان فقال: تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (٦٠)} (٢) قال: ابن عباس - رضي الله عنهما - هل جزاء من قال: لا إله إلا اللّه وعمل بما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا الجنة وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قرأ لهاشم فقال: "هل تدرون ما قال ربكم" قالوا اللّه ورسوله أعلم قال: "يقول هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة" (٣).

فائدة: وأرباب القلوب في هذه المراقبة على حالين أحدهما غالب عليه مشاهدة الحق فكأنه يراه وآخر يغلب عليه أن الحق مطلع عليه ومشاهد له


(١) الرسالة القشيرية (١/ ٣٣١).
(٢) سورة الرحمن، الآية: ٦٠.
(٣) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (٩٢٩)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (١/ ٢٨٠)، والبغوى في التفسير (٤/ ٣٤٣)، والواحدى في الوسيط (٤/ ٢٢٧)، والثعلبي في التفسير (٩/ ١٩٢)، والديلمى في كما في الغرائب الملتقطة (٢٧٣٢) عن أنس بن مالك. وأخرجه البيهقى في الشعب (٢/ ٢٢ رقم ٤٢٥) عن ابن عمر. قال البيهقي: تفرد به إبراهيم بن محمد الكوفي هذا وهو منكر، والله أعلم. وقال الألباني في الضعيفة (٤٩٨٤): ضعيف.