للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإليه الإشارة بقوله - صلى الله عليه وسلم - فإن لم تكن تراه فإنه يراك وبقوله: تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨)} (١) الآية وبقوله تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} (٢) وهاتان الحالتان ثمرة معرفة اللّه تعالى وخشيته وقد قال اللّه تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (٣) فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسنى بالجنة والزيادة بالنظر إلى وجهه الكريم وأحسنوا إن اللّه يحب المحسنين وإن اللّه لمع المحسنين فمن تحقق بمراقبة اللّه حتى كأنه يرى اللّه فذاك المحقق العظيم ومن تحقق بأن اللّه يراه في كلّ حال استحي منه أن يعصيه وقيل كان ابن عمر في سفر يرعى فرأى غلاما يرعى غنما فقال: تبيع من هذا الغنم واحدا فقال: إنها ليست لي فقال: قل لصاحبها إن الذئب قد أخذ منها واحدا وأراد أن يختبره بذلك فقال: العبد فأين اللّه فكان ابن عمر يقول بعد ذلك إلى مدّة قال: ذلك فأين اللّه ا. هـ.

قوله: "قال فأخبرني عن الساعة" يعني القيامة أي عن زمن وجودها سميت ساعة وإن طال زمنها اعتبارًا بأول زمنها فإنها تقوم بغتة في ساعة ومن الناس من يكون قد تناول لقمة فلا يمهل حتى يبتلعها فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها والساعة في القرآن على وجهين الساعة الأولى


(١) سورة الشعراء، الآية: ٢١٨.
(٢) سورة يونس، الآية: ٦١.
(٣) سورة يونس، الآية: ٢٦.