للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العبادة وفي هذا الحديث أن الإسلام والإيمان والإحسان تُسمّى كلها دينا واللّه أعلم واعلم أنه لو كان لم يكن في السنة جميعها غير هذا الحديث لكان وافيا بأحكام الشريعة لاشتماله على جملها مطابقة وعلى تفاصيلها ضمنا وجمعه بين الطاعات المتعلقة بالقلب والبدن أصولا وفروعها ا. هـ قاله الطوفي (١) فاشتمل هذا الحديث على أنواع من العلوم والمعارف والآداب واللطائف بل هو أصل الإسلام قال القاضي عياض (٢): فإنه قال: أن هذا الحديث اشتمل جميع وظائف العبادات الظاهرة والباطنة قال أبو العبَّاس القرطبي (٣): فيصلح في هذا الحديث أن يقال فيه أنه أم السنة لما تضمنه من علومها كما سميت الفاتحة أم القرآن لما تضمنته من معاني القرآن قلت: فلذلك افتتح به مسلم كتابه وفيه دليل على أن اللّه تعالى مكن الملائكة من أن يتمثلوا فيما شاءوا من صور بني آدم كما قد نص اللّه على ذلك في قوله: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} (٤) وقد كان جبريل - عَلَيْهِ السَّلَامُ - يتمثل للنبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة دحية وكان لجبريل صورة خاصة خلق عليها لم يره النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها غير مرتين وهذا يدلّ على أنه - صلى الله عليه وسلم - عرف جبريل لكن في آخر الْأَمر كما جاء التصريح في رواية البخاري.

وقوله: "يعلمكم دينكم" يعني قواعد الدين وكلياته ا. هـ.


(١) التعيين (ص ٧٦ - ٧٧).
(٢) إكمال المعلم (١/ ٢٠٤ - ٢٠٥).
(٣) المفهم (١/ ٦٧).
(٤) سورة مريم، الآية: ١٧.