للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المسؤول عنها بأعلم من السائل" تقدم أيضًا الكلام على قوله: "ما المسؤل عنها بأعلم من السائل" في الحديث قبله.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وسأحدّثك عن أشراطها" هو بفتح الهمزة واحدها شرط بفتح الشين والراء والأشراط العلامات وقيل أوائلها وقيل مقدماتها وقيل صغار أمورها قبل تمامها وكله مقارب والمراد أشراطها السابقة لا أشراطها المتقاربة المضايقة كطلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ونحوهما ا. هـ.

قوله: - صلى الله عليه وسلم - "إذا رأيت الأمة وفي بعض الروايات المرأة تلد ربها أي سيدها فذاك من أشراطها أي من علاماتها" وتقدم الكلام على ذلك مبسوطا في الحديث قبله.

قوله: وأن ترى الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها" الصم جمع الأصم وهو الذي لا يسمع وأراد به الذي لا يهتدي ولا يقبل الحق من صمم العقل لا صمم الأذن قاله في النهاية (١) والبكم جمع الأبكم وهو الذي خلق أخرس لا يتكلم وأرتاد بهم الرعاع الجهال لأنهم لا ينتفعون بالسمع ولا بالنطق كثير منفعة فكأنهم سلبوها كأنهم صم بكم كما قيل في قوله: تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ} (٢) قال الطحاوي (٣): صم عن الهدى بكم


(١) النهاية (٣/ ٥٣).
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٨.
(٣) عبارة الطحاوى: (ليس يعنى بذلك البكَمَ المتعارف، ولا الصمَّ المتعارف، ولكن يعنى بالبكَم: البكمَ عن القول المحمود، ويعنى بالصم: الصمَّ عن القول المحمود). مشكل ٤/ ١٢٢.