للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتجهيز جيش أسامة، ومنها: أنه أفضل الأمة وأحبهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومنها: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا ولكن أخي وصاحبي" (١) رواه البخاري من حديث ابن عباس.

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرم أبا بكر ويبجله، وقيل: إن أبا بكر عطش في الغار عطشا شديدًا فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا بكر عليك بصدر الغار"، قال أبو بكر: فأتيت صدر الغار فوجدت عينًا تجري أحلى من العسل وأطيب من ريح المسك فشربت فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أتدري مم شربت يا أبا بكر؟ " فقال: الله ورسوله أعلم، فقال: "أمر الله تعالى ملكًا أن يجري لك عينًا من الكوثر إلى الغار" فبكى أبو بكر - رضي الله عنه -، وقال: يا رسول الله ولي عند الله تعالى هذه المنزلة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي بعثني بالحق نبيًّا إنه لا يدخل الجنة من يبغضك ولو كان له عمل سبعين صديقًا" (٢).

وفي مسند الإمام أحمد: عن سعيد بن المسيب قال: كان أبو بكر من النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الوزير، فكان يشاوره في جميع أموره، وكان ثانيه في الإسلام وثانيه في الغار وثانيه في العريش يوم بدر وثانيه في القبر ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقدم


(١) أخرجه البخاري (٤٦٦) و (٣٦٥٤) و (٣٩٠٤)، ومسلم (٢ - ٢٣٨٢) عن أبي سعيد الخدرى. وأخرجه البخاري (٤٦٧) و (٣٦٥٦) و (٣٦٥٧) عن ابن عباس. وأخرجه مسلم (٣ و ٤ و ٥ و ٦ و ٧ - ٢٣٨٣) عن ابن مسعود.
(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٠/ ١٤٩ - ١٥٠) بلفظ: والذي بعثني بالحق نبيا لا يدخل الجنة مبغضك ولو كان له عمل سبعين نبيّا. ووهى إسناده الحافظ السيوطي في الخصائص [١/ ٤٦٣ - ٤٦٤].