(٢) هذه زيادة في لوحة [٧٧] لا علاقة لها بما سبق. وقد أفتى الفريابي في هذه المسألة بخلاف ذلك، فإنه سئل عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية، هل يحكم بفسقه أم يكون ذلك مرخصا فيه، وهل كان يريد قتل الحسين، أم كان قصده الدفع، وهل يسوغ الترحم عليه، أم السكوت عنه فضلًا؟ فأجاب: لا يجوز لعن المسلم أصلًا، ومن لعن المسلم فهو الملعون، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "المسلم ليس بلعان" وكيف يجوز لعن المسلم، [ولا يجوز لعن البهائم]، وقد ورد النهي عن ذلك، وحرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويزيد صح إسلامه وما صح قتله للحسين - رضي الله عنه - ولا أمره ولا رضاه بذلك ومهما لم يصح ذلك منه لم يجز أن يعلن ذلك به، فإن إساءة الظن أيضًا بالمسلم حرام، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله حرم من المسلم دمه وماله وعرضه وأن يظن به ظن السوء، ومن أراد ان يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله لم يقدر على ذلك، وإذا لم يعلم وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به، ومع هذا لو ثبت على مسلم أن قتل مسلما لم يجز لعنه فكيف بمن تاب من قتل، وبم يعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} فإذا لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين، ومن لعنه كان فاسقا عاصيا لله عز وجل، ولو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصيا بالإجماع بل لو لم يلعن إبليس طول عمره لا يقال له في القيامة لم لم تلعن إبليس؟، ولا يقال للاعن لم لعنت، ومن أين [٧٨]. (عرفت أنه ملعون مطرود؟) والملعون: هو المبعد من رحمة الله عز وجل، وذلك =