للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بفتح الحاء والميم وحماة المرأة أم زوجها ولا يقال فيها غير هذا والحمو واحد الأحماء وهم أقارب الزوج فالأحماء من جهة الرجال والأصهار من جهة النساء والأختان تجمعهما كذا في المطالع (١) وقال غيره الصهر أعم، وأصل المصاهرة المقاربة (٢) يقال صهره وأصهره إذا قربه وأدناه (٣) والمراد بالحمو هنا أقارب الزوج غير ءابائه وأبنائه فأما الأباء والأبناء فمحارم لزوجته فيجوز لهم الخلوة بها ولا يوصفوا بالموت وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم ومعنى الحمو الموت (٤) قال ابن الأعرابي وابن الأثير في النهاية (٥) هذه كلمة تقولها العرب كما تقول الأسد الموت والسلطان نار أي لقاؤهما مثل الموت والنار يعني بهذا الكلام أن خلوة الحمو معها أشد من خلوة غيره من البعداء الغرباء لأن الخوف منه أكثر من غيره والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه أحد بخلاف الأجنبي وعادة الناس المساهلة فيه ويخلو بامرأة أخيه ولأنه ربما حسن لها أشياء وحملها على أمور تثقل على الزوج من التماس ما ليس في وسعه أو سوء عشرة أو غير ذلك فهذا هو الموت فهو أولى بالمنع من الأجنبي لما ذكرناه فهذا الذي


(١) مطالع الأنوار (٢/ ٢٩٨)، وفتح البارى (١/ ١٤٦).
(٢) فتح البارى (١/ ١٤٦).
(٣) غريب الحديث (١/ ٦٦٣) للخطابي، والمشارق (٢/ ٥١).
(٤) شرح النووي على مسلم (١٤/ ١٥٤)، وشرح المشكاة (٧/ ٢٢٦٩).
(٥) النهاية (١/ ٤٤٨).