للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومجاهد عن ابن عباس أنه كان من الملائكة، وكان اسمه عزازيل، فلما عصى الله عز وجل لعنه وجعله شيطانا مريدا، وسماه إبليس، قالوا: وقول الله تعالى: {كَانَ مِنَ الْجِنِّ} هو (١) أي: من طائفة من الملائكة يقال لهم الجن، وقال الحسن بن عبد الرحمن بن يزيد وشهر بن حوشب: ما كان من الملائكة، والاستثناء منقطع والمعنى عندهم: أن الملائكة وإبليس أمروا بالسجود فأطاعت الملائكة كلهم وعصى إبليس، والصحيح: أنه من الملائكة لأنه لم ينقل أن غير الملائكة أمر بالسجود، والأصل في الاستثناء أن يكون من جنس المستثنى منه، والله أعلم، وأما إنظاره إلى يوم الدين فزيادة في عقوبته وتكثير معاصيه وغوايته، نسأل الله الكريم اللطف (٢) والعصمة من إغوائه بمحمد وآله (٣).

قوله: "فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء فهم يحسبون أنهم مهتدون فلا يستغفرون"، الأهواء: جمع هوى، واختلفوا في تفسيره، فقيل: الهوى هو:


(١) سورة الكهف، الآية: ٥٠.
(٢) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٠٦ - ١٠٧ الترجمة ٤١).
(٣) هذا من التوسل الممنوع قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (١/ ٢١): ولم يذكر أحد من العلماء أنه يشرع التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا بالرجل الصالح بعد موته، ولا في مغيبه، ولا استحبوا ذلك في الاستسقاء ولا في الاستنصار، ولا في غير ذلك من الأدعية.
و"الدعاء مخ العبادة" والعبادة مبناها على السنة والاتباع؛ لا على الهوى، والابتداع فإنما يعبد الله بما شرع، لا يعبد بالأهواء والبدع. وانظر قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام (الفصل الثالث ص ٢٢٨ - ٢٣٢).