للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإن كان مذكورا في جملة السنن فإنه واجب عند كثير من العُلماء، وذلك أنه من شعار الدين، وبه يعرف المسلم من الكافر وستر العورة واجب وكشفها جائز للضرورة لحاجة الختان فلو لم يكن الختان واجبا لم يلزم ترك الواجب لتحصيل المندوب وفي بعض كتب العُلماء أن أربعة عشر من الأنبياء عليهم السَّلام ولدوا مختونين وهو آدم وشيت ونوح وهود وصالح وشعيب ويوسف وموسى وسليمان وزكريا وعيسى وحنظلة بن صفوان نبي أصحاب الرس ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - (١) والرواية الثالثة الحناء بالحاء المهملة والنون المشددة وبالمد والمراد بالحناء خضب اللحية به وسيأتي الكلام على ذلك في مواضع من هذا التعليق.

قوله: والتعطر وهو معروف والسواك تقدم الكلام عليه.

قوله: "والنكاح" فالنكاح من سنن المرسلين وكل من ذكر اللّه تعالى في كتابه العزيز من الأنبياء قد تزوج ذكر أبو طالب المكي في قوت القلوب (٢): وذكر أن يحيى بن زكرياء - عَلِيْهِ السَّلَام - تزوج ولم يكن يقربها، قيل: لغض البصر وقيل: للفضل في ذلك، كأنه أراد أن يجمع الفضائل كلها، وقيل: للسنّة وذكر البغوي في تفسيره (٣): في سورة آل عمران أن يحيى - عَلِيْهِ السَّلَام - تزوج وكان لا يأتى يالنساء طلبا للفضيلة وذكر القرطبي في التذكرة (٤): أن عيسى بن مريم


(١) الميسر (١/ ١٤٢).
(٢) قوت القلوب (٢/ ٤٠١).
(٣) تفسير البغوى (١/ ٤٣٧).
(٤) التذكرة (ص ١٣٠١).