للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أربعة أقوال أشهرها الأول واللّه أعلم.

قوله: "فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا وأين نحن من النبي - صلى الله عليه وسلم -" الحديث تقالوها أي رأوها قليلة والتقالل وجدان الشيء قليلا أي وجدوا تلك العبادة قليلة وقد ظنوا أن وظائف رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - من العبادات كثيرة (١).

قوله: "فقال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر أبدًا وقال آخر وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا فجاءهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم فقال: أنتم القوم الذين قلتم كذا كذا أما واللّه إني لأخشاكم للّه وأتقاكم" الحديث.

فائدة: كان رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - إذا بلغه عن أحد من الصحابة شيء يقول ما بال أقوام يقولون كذا كذا وما بال رجال يفعلون كذا وكذا ولا يعينهم خشية أن يحصل لهم خجل واستحياء بالتعيين بين الناس ويكفيهم ذلك في النهي وانظر إلى قوله تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} (٢) وقال: تعالى لموسى وهارون عليهما السَّلام: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (٤٤)} (٣) (٤) ا. هـ.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني" الحديث رغب عنه بمعنى أعرض عنه يقال رغبت عن


(١) المفاتيح (١/ ٢٤٤).
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩.
(٣) سورة طه، الآية: ٤٤.
(٤) تنبيه الغافلين (ص ٤٨ - ٤٩).