للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشيء تركته وكرهته ورغبت فيه اخترته وطلبته (١) والسنة هي الطريقة والسيرة والمراد منها ها هنا ما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - ونهى عنه وندب إليه قولا وفعلا ومعنى فليس مني ليس على سيرتي ومذهبي وليس المراد خروجه عن الملة وإنما للتحذير (٢) وقال البيضاوي في شرح المصابيح (٣) في قوله: فمن رغب عن سنتي أي مال عنها استهانة وزهدا فيها لا كسلا وتهاونا فليس مني أي من أشياعي وأهل ديني وقال غيره فمن رغب عنها إعراضا عنها غير معتقد لها على ما هي عليه أما من ترك النكاح على الصفة التي يستحب له تركه كما سبق بيانه أو ترك النوم على الفراش لعجزه عنه أو لاشتعاله بعبادة مأذون فيها أو نحو ذلك فلا يتناوله الذم والنهى واللّه أعلم قال الشيخ تقي الدين (٤): ظاهر هذا الحديث قد يستدل به من يرجح النكاح على التخلي للعبادة فإنه - عَلِيْهِ السَّلَام - رد عليهم ما قصدوه من تكثير العبادة وترك الشهوات المذكورة وأكد ذلك بأن خلافه رغبة عن السنة ولهذا قال أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء ويحتمل أن تكون هذه الكراهة للتنطع والغلو في الدين وقد يختلف ذلك باختلاف المقاصد فمن فعله لذلك فهو ممنوع ومن خاف من الشبهة أو الوقوع في محرم أو العجز عن القيام بالواجب فلا.


(١) شرح النووي على مسلم (٢/ ٥٢).
(٢) النهاية (٢/ ٤٠٩).
(٣) تحفة الأبرار (١/ ١٢٣).
(٤) إحكام الأحكام (٢/ ١٧٠).