للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خوف العنت سنة مؤكدة عند جمهور العُلماء ومذهب أبي حنيفة وأحمد بن حنبل أنه حينئذ أفضل من جميع النوافل لأنه سبب في وجود الولد وقال: - عَلِيْهِ السَّلَام - "تناكحوا تناسلوا" وفي حديث آخر "تناكحوا تكثروا" رواه الشافعي بلاغا وفي الحديث أيضًا "تناكحوا تناسلوا أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط" وقد طلب الأنبياء الأولاد وتسبب الصالحون إلى وجودهم ورب جماع حدّث منه ولو كالشافعي وأحمد كان خيرا من عبادة ألف سنة وقد جاء الخبر بإثابة المباضع والمنفق على الأولاد ومن يموت له ولد ومن يخلف ولدا (بعده) فمن أعرض عن طلب الولد خالف المسنون والأفضل (وحرم أجرا جسيما ومن فعل ذلك) فإنما يطلب طريق الراحة قال الجنيد رحمة اللّه عليه: الأولاد عقوبة شهوة الحلال فما ظنكم بعقوبة شهوة الحرام قال ابن الجوزي وهذا غلط فإن تسمية بالمباح عقوبه لا يحسن لأنه لا يباح شيء ثم يكون ما يتجدد منه عقوبة ولا يندب إلى شيء إلا وحاصله مثوبة ا. هـ (ذكره في تلبيس إبليس) (١).

"فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" ليس المراد بالمكاثرة هنا (المفاخرة) المنهي عنها وإنما يفعله تنويها بقدرهم وتبشيرا لهم ليجتهدوا في نيل ما أخر لهم من المراتب والتشريف ببركة نبيهم وشرفه وعظيم قدره - صلى الله عليه وسلم - لهذا قال: - صلى الله عليه وسلم - "إني مكاثر بكم الأمم" ولم يقل الأنبياء واللّه أعلم قاله في شرح الإلمام.


(١) تلبيس إبليس (ص ٢٦٠ - ٢٦٤) بتصرف.