للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْأَمر من هم وبدأ بأعمهم ولاية وهو الإمام الأعظم وأوسطهم هو الرجل في أهله وأخصهم المرأة في بيت زوجها والخادم في مال سيده (١).

قوله: "وكلكم راع ومسؤول عن رعيته" شمامل لما فصل قبل ذلك ا. هـ ذكره في الحدائق (٢) فمن علم أن الله سائله يوم القيامة عن رعيته وأهله وخدمه كيف تقر عينه بإهمالهم وتركهم كالبهائم المرسلة لا يزمهم بزمام الشرع يقيدهم بقيد السنة ولا يعلمهم ولا يأمرهم بالتعليم بل لو اشتغل أحدهم بأداء صلاة وفوته درهمًا أو آخر حاجته قليلا لاشتغاله بأداء الواجب لقامت قيامته وقابله بما أمكنه وليس هذا من الدين شيء فلينظر كلّ امرئ لنفسه فرب هالك بإهماله ذنوب غيره ولا يشعر فينبغي للإنسان أن يأمر زوجته وولده وخادمه بأداء الواجبات وترك المحرمات بالرفق فإن أبوا ضربهم فإن لم ينتهوا فارق زوجته وباع الخادم وهجر الولد حيث يجوز الهجر وقد ورد في حديث أن ابن عمر - رضي الله عنهما - هجر ابنا له إلى أن مات فإن فعل ذلك فقد خلص نفسه وقام بما يجب عليه من الإنكار وخرج من العهدة فيهم فقد برئي من الإثم واللّه الموفق فرحم اللّه امرءا رأى عيبا فستره أو زللا فغفره أو وهما فحلم على صاحبه وعذره (٣).


(١) انظر: أعلام الحديث (١/ ٥٧٩ - ٥٨٥) ومعالم السنن (٣/ ٢)، وشرح المشكاة (٨/ ٢٥٦٨).
(٢) حدائق الأولياء (١/ ٥٨٤).
(٣) تنبيه الغافلين (ص ٥٣٥ - ٥٣٦).