قال أبو الفتح الهمداني: يقال له أيضًا خرسان بحذف الألف وإسكان الراء، وقال عبد القادر الرهاوي في كتابه الأربعين قال: أمهات مدائن خراسان أربع نيسابور ومرو وبلخ وهراه، وإنما قيل لها نيسابور لأن سابور لما رآها قال: يصلح أن تكون هنا مدينة، وكانت قصبان مرتفعة وأن تبنى مدينة، فقيل: نيسابور القصب، فالإمام مسلم صاحب التصانيف أحد الأئمة الحفاظ في هذه الصناعة، وقد أعظم الله به النفع للمسلمين ورفع له وللبخاري ذكرا صالحا في الغابرين، وقد أجمع الخلائق على جلالته وأمانته وعلو مرتبته، ومن أكبر الدلائل على جلالته وورعه كتاب الصحيح الذي لم يوجد في كتاب بعده ولا قبله مثله، صنف مسلم رحمه الله في علم الحديث كتبا كثيرة، منها: هذا الكتاب الصحيح الذي منَّ الله العظيم وله الحمد والنعمة والفضل والمنة به على المسلمين، أبقى لمسلم به ذكرا جميلا وثناء حسنا إلى يوم الدين، يقال: إنه ولد سنة أربع ومائتين، وجزم ابن الأثير في جامعه أنه ولد سنة ست ومائتين، وأنه توفي عشية يوم الأحد لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين وهو ابن خمس وخمسين سنة، رحل إلى العراق والشام والحجاز ومصر، ولقد أخذ الحديث عن إسحاق بن راهويه والإمام أحمد بن حنبل وحرملة، وقد بغداد غير مرة وحدث بها، وكان قدومه بغداد سنة سبع وخمسين ومائتين، روى عنه الترمذي حديثا واحدا، قال أحمد بن سلمة: رأيت أبا زرعة الرازي وأبا حاتم يعدان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على أهل عصرهما، وسئل ابن عقدة: أيهما أحفظ هو أم البخاري،