للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال: كلاهما عالم، فأعيد عليه السؤال، فقال: يقع لمحمد يعني البخاري الغلط في أهل الشام، وأما مسلم فقل ما يوجد له غلط في النقل لأنه كتب المسانيد ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل، قال مسلم بن الحجاج: صنفت تدوين الصحيح من ثلثمائة ألف حديث مسموعة، قال أحمد بن سلمة: كتبت مع مسلم في تأليف صحيحة خمس عشرة سنة وهو اثنا عشر ألف حديت، واتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز صحيح البخاري. وصحيح مسلم، وكتاب البخاري أصح منه عند الجمهور، وأكثر فوائد هذا مذهب جمهور العلماء، لكن كتاب مسلم في دقائق الأسانيد ونحوها أجود، وينبغي لكل راغب في علم الحديث أن يعتني به ويتفطن إلى تلك الدقائق فيرى فيها العجائب من المحاسن واللطائف الظاهرات والخفيات وقل من يساويه، وخالف أبو علي النيسابوري، فقال: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم ووافقه على ذلك بعض شيوخ العرب، والصحيح الأول (١)، والله أعلم، قاله في مختصر مجمع الأحباب.

٩٢ - وَعَن عَمْرو بن عَوْف - رضي الله عنه - أَن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِبلَال بن الْحَارِث يَوْمًا اعْلَم يَا بِلَال قَالَ مَا أعلم يَا رَسُول الله قَالَ اعْلَم أَن من أَحْيَا سنة من سنتي أميتت بعدِي كَانَ لَهُ من الأجر مثل من عمل بهَا من غير أَن ينقص من أُجُورهم شَيْئا وَمن ابتدع بِدعَة ضَلَالَة لا يرضاها الله وَرَسُوله كَانَ عَلَيْهِ مثل آثام من عمل بهَا لا ينقص ذَلِك من أوزار النَّاس شَيْئا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه


(١) انظر تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٨٩ - ٩٢ الترجمة ٥٧٠).