للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يكنى في الجنة إلا آدم يقال: له يا أبا محمد لشرف نبينا - صلى الله عليه وسلم - وقال سهل التستري: ألفه من الألفة ودالة من الدوام ميمه من الموت وقيل إن اللّه تعالى ذكره في القرآن في سبعة عشرين موضعًا (١) واللّه أعلم.

واختلفوا متى خلقت حواء عليها السَّلام من ضلع آدم - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فقيل قبل دخوله الجنة فدخلاها وقيل في الجنة قال النووي (٢): وفي الحديث دليل لما يقوله الفقهاء أو بعضهم أن حواء عليها السَّلام خلقت من ضلع آدم الأيسر في المشهور وقيل سميت حواء لأنها خلقت من حي وسميت امرأة لأنها خلقت من المرء قال النووي (٣): روينا عن ابن عباس قال: سميت حواء لأنها أم كلّ حي فإن قيل لأنها ولدت لآدم - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أربعين ولدا في عشرين بطنا في كلّ بطن ذكر وأنثى قال القاضي عياض: ومعنى هذا الحديث انها أم بنات آدم فأشبهنها وروى عطاء عن ابن عباس قال: لما سكن اللّه آدم الجنة أقام مدّة فاستوحش فشكى إلى اللّه الوحدة فنام فرأى في منامه امرأة حسناء ثم انتبه فوجدها جالسة عنده فقال: من أنت؟ فقالت: حواء خلقني اللّه لتسكن إليّ وأسكن إليك قال: وخلقت من ضلع آدم ويقال لها القصيراء قال الجوهري: القصيراء في أسفل الأضلاع وقال علماء التفسير: من آخر أضلاعه وهي


(١) مرآة الزمان (١/ ٢٣٢)، وكنز الدرر (٢/ ٢٠).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٠/ ٥٧). وليس فيه لفظة الأيسر وإنما ذكرها ابن حجر في الفتح (٦/ ٣٦٨).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٠/ ٥٩).