للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من النار فإن زاد على ذلك حصل له مع ذلك السبق مع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - إلى الجنة (١) كما جاء في الحديث الآخر "من عال جارتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا هو وضم إصبعيه" (٢).

قوله: فأحسن إليهن زوجهن بالأكفاء وقال النووي (٣): المراد بالإحسان إليهن صيانتهن والقيام بما يصلحهن من نفقة وكسوة وغيرهما والنظر في أصلح الأحوال لهن وتعليمهن ما يجب تعليمه وتأديبهن وزجرهن عما لا يليق بهن فكل ذلك من الإحسان وإن كان بنهر أو ضرب عند الاحتياج لذلك وينبغي للإنسان أن يخلص نيته في ذلك ويقصد بذلك وجه اللّه تعالى فالأعمال بالنيات ومن تمام الإحسان أن لا يظهر بهن ضجرا ولا قلقا ولا كراهة ولا استثقالا فإن ذلك يكدر الإحسان.

قوله: "كن له سترا من النار" أي كن سببا في أن يباعده اللّه من النار ويجيره من دخولها ولا شك في أن من لم يدخل النار دخل الجنة فلا منزل سواهما ويدل لذلك الرِّواية الآخرى التي ستأتي بعد عند مسلم أن اللّه قد أوجب لها به الجنة (٤).

وقال القرطبي (٥): في قوله: "من ابتلى من هذه البنات بشيء" يفيد بعمومه أن الستر من النار يحصل بالإحسان إلى واحدة من البنات فأما إذا عال زيادة


(١) طرح التثريب (٧/ ٦٧).
(٢) أخرجه مسلم (١٤٩ - ٢٦٣١)، والترمذى (١٩١٤) عن أنس.
(٣) هذا كلام العراقى كما في طرح التثريب (٧/ ٦٧ - ٦٨).
(٤) طرح التثريب (٧/ ٦٨).
(٥) المفهم (٢٢/ ٦).