للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "فيها" أي في المدينة والحدث الأمر الحادث (المنكر) الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنة يعني أحدث فيها ما يخالف الشرع من معصية أو ظلم أو بدعة والبدعة في اصطلاح العلماء ما خالف الكتاب والسنة كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (١) أي مردود على فاعله.

قوله: "أو آوى" قال القاضي عياض (٢): يقال آوى بالمد والقصر في الفعل اللازم والمتعدي جميعا لكن القصر في اللازم أشهر وأفصح والمد في المتعدي أشهر وأفصح والله أعلم.

قوله: "محدثا" والمحدث المبتدع أي ضمه إليه منعه فمن له عليه حق وإيوائه نصرته وأن يجار من خصمه أو يحتال بينه وبينه أن يقتص منه قال القاضي عياض (٣): لم يرو هذا الحرف وهو محدثا بكسر الدال ثم قال: وقال: الإمام المازري يروي بوجهين كسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول قال: فمن فعل فعليه لعنة الله" فتح الدال أراد الإحداث نفسه أي أراد الأمر المبتدع نفسه ومن كسر أراد فاعل الحدث فمعنى الكسر من نصر خائنا وأواه وأجاره من خصمه وحال بينه وبين أن يقتص منه فإنه إذا رضي بالبدعة وأقره عليها ولم ينكرها عليه فقد أواه وهذا وعيد شديد لمن ارتكب في المدينة إثما.


(١) أخرجه البخاري (٢٦٩٧)، ومسلم (١٧ و ١٨ - ١٧١٨) عن عائشة.
(٢) مشارق الأنوار (١/ ٥٢) وإكمال المعلم (٤/ ٤٨٦).
(٣) إكمال المعلم (٤/ ٤٨٦)، وشرح النووي على مسلم (٩/ ١٤٠)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٣٥١).