للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومجتابي النمار أو العباء كأنه شك من الراوي، أي: لابسيها قد خرقوها في رؤوسهم، والجوب القطع، انتهى، قاله المنذري، يقال: اجتبت القمص والغلام، أي: دخلت فيهما، وكل شيء قطع وسطه، فهو مجوب ومجوت، وبه سمي جيب القميص، ومنه حديث علي - رضي الله عنه - "أخذت إهابًا معطونًا فجوبت وسطه وأدخلته في عنقي" (١)، وسيأتي الكلام على حديث علي في محله، فالاجتباب تقوير موضع دخول رأس الإنسان من الثوب، ويسمي ذلك الموضع المقور من الثوب جيبًا (٢)، والاجتباب: القطع والخرق، ومنه قوله تعالى: (جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ) (٣) أي: نحتوه وقطعوه (٤)، والنمار: جمع نمرة وهي كساء من صوف مخطط، انتهى، قاله المنذري؛ وقال بعض العلماء: كل شملة مخططة من مآزر العرب كأنها أخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض، وهي من الصفات له، أراد أنه جاءه قوم لابسي أزر مخططه من صوف (٥).

فجاء هؤلاء القوم وقد فتحوا فيها جيوبا أدخلوا منها رؤوسهم فلبسوها، يصف سوء حالهم، وإنما يفعل ذلك عند الحاجة، وقد فسر الخطابي (٦) بأنهم


(١) النهاية (١/ ٣١٠).
(٢) مطالع الأنوار (٢/ ١٩٠).
(٣) سورة الفجر، الآية: ٩.
(٤) رياض الصالحين (ص ٧٨).
(٥) النهاية (٥/ ١١٨).
(٦) غريب الحديث (٢/ ٢٩٧).