للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

موضع القسم من الآية وقال ابن قتيبة: ليس المراد بذلك قسما حقيقا ولكن هذا اللفظ يعبر به عن تقليل المدة فتقول العرب ما يقيم فلان عنه إلا تحلة القسم أي مدة يسيرة وكما يحلف الحالف على الشيء أن يفعله فيفعل المقدار الذي يبر قسمه مثل أن يحلف على النزول بمكان فلو وقع به وقعه حقيقة أجزأته فتلك تحلة قسمه فالمعنى لا تمسه النار إلا مسة يسيرة مثل تحلة قسم الحالف وشبهوه تلك المدة اليسيرة بمدة قول القائل إن شاء الله لأنه تحلل بها القسم فيقول القائل والله لا أكلم زيدا إن شاء الله فلا ينعقد يمينه فالمراد أنه إن دخل النار يكون مكثه فيها قليلا كمدة تحليل اليمين ثم ينجيه الله تعالى وقيل لا تمسه النار أصلا ولا قدرا يسيرا كتحلة القسم ومنه الحديث الآخر "من حرس ليلة من وراء المسلمين متطوعا لم يأخذه سلطان لم ير النار بعينيه إلا تحلة القسم" (١) واختلف العلماء في الورود المذكور في الآية على أقوال أحدها أن المراد بقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} (٢)


(١) أخرجه أحمد ٣/ ٤٣٧ (١٥٨٥٢)، والبخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٤٤٣)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر ص ٢٩٦، وأبو يعلى (١٤٩٠) والمفاريد (ص ٢٧)، والطبراني في الكبير ٢٠/ ١٨٥ (٤٠٢ و ٤٠٣)، وابن عدى (٤/ ٧٤).
قال ابن عدى: ورشدين بن سعد له أحاديث كثيرة غير ما ذكرت وعامة أحاديثه عمن يرويه عنه ما أقل فيها ممن يتابعه أحد عليه، وهو مع ضعفه يكتب حديثه. قال الهيثمي في المجمع ٥/ ٢٨٧ - ٢٨٨: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني، وفي أحد إسنادي أحمد ابن لهيعة وهو أحسن حالا من رشدين. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (٧٨٦).
(٢) سورة مريم، الآية: ٧١.