قوله:"ويقول نعم أنت" نعم بكسر النون وإسكان العين وهي نعم الموضوعة للمدح فيمدحه لإعجابه، ومعنى:"نعم أنت" الذي جئت بالطامة والأمر العظيم وقد يكون معناه: نعم أنت الذي أغنيت عني وفعلت رغبتي وأنت الحظي عندي [المقدم من رسلى] وخلائفي والمحمود أو أنت الشهم [والجذل]، وشبه هذا وقيل: نعم أنت تقدير أنت العون والصانع أو المفتن أو الشخص ونحو ذلك أنت فاضمر الفاعل من غير إتيان بنكرة منصوبة.
قوله:"فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه" أي: يقربه إلى نفسه.
قوله:"فيلتزمه" أي يضمه إلى نفسه، التزمت فلانا مثل عانقته، وقيل: يلتزمه أي فيلتزم إبليس ذلك الآخذ من أعوانه المفرق بين الزوجين أي فيعانقه لفرط الرضى لأن التزام الأعناق: الاعتناق، والسبب في بعث إبليس سراياه واستبشاره بالتفريق بين الزوجين ما فيه من انقطاع النسل وما يتوقع من الوقوع في الزنا الذي هو أفحش الكبائر وأكثرها فسادًا بعد الإشراك بالله والله أعلم.