وغيره: إبليس كنيته أبو مرة، واختلف العلماء رضي الله تعالى عنهم في أنه من الملائكة من طائفة يقال لهم الجن أو ليس من الملائكة، وفي أنه اسم عربي أم أعجمي، والصحيح أنه من الملائكة وأنه أعجمي.
قال الإمام الواحدي (١): قال أكثر أهل اللغة والتفسير سمي إبليس لأنه أبلس من رحمة الله تعالى أي آيس، والمبلس المكتئب الحزين الآيس واختلفوا في أنه من الملائكة فروي عن طاووس ومجاهد عن ابن عباس أنه كان من الملائكة وكان اسمه عزازيل، فلما عصى الله تعالى لعنه الله وجعله شيطانا مريدا وسماه إبليس وبهذا قال ابن مسعود وغيره، قالوا وقول الله تعالى كان من الجنة أي طائفة من الملائكة يقال لهم الجنة، وأما إنظاره إلى يوم الدين فزيادة في عقوبته وتكثير معاصيه وغوايته، أ. هـ.
قوله:"يضع عرشه على الماء" العرش سرير الملك وشبهه.
قيل يحمل على الحقيقة بأن يقدره الله تعالى عليه استدراجا [ليغترب] أن له عرشا على هيئة عرش الرحمن لأنه كان على الماء أولا يؤيده قصة ابن صياد حيث قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرى عرشا على الماء، فقال عليه السلام:"ترى عرش إبليس" وقيل هو من باب التمثيل كفلان ينثر الجوز على القبة مثل ما هو عليه من الباطل الذي لا ثبات له لكونه زاهقا بالحق بحال من يضع عرشه على الماء.
قوله:"ثم يبعث سراياه" والسرايا جمع سرية فهي القطيعة من الجيش.