للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "ولا ينظر إليهم" فإن قلت: لا ينظر إليهم حقيقة أولا؟ قلت: النظر تقليب الحدقة والله تعالى منزه عن ذلك فهو مجاز عن اللطف والرحمة أي لا يلطف بهم وأما بالنسبة إلى من يمكن له النظر كما تقول السلطان لا ينظر إلى الوزير فهو كناية عنهما، قال في الكشاف (١) في قوله تعالى: {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ} (٢) أنه مجاز عن السخط عليهم.

قوله: "ولا يزكيهم" أي: لا يطهرهم من دنس ذنوبهم.

قوله: "ولهم عذاب إليم" أي مؤلم.

قوله: "المسبل إزاره والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب أو الفاجر" الحديث، إنما نهى عن إسبال الإزار لما فيه من الكبر والنخوة هذا لمن جر ذيله وأسبل إزاره خيلاء أي كبرًا وعجبًا.

قوله: "والمنان" يتأول على وجهين أحدهما: من المنة وهي إن وقعت في الصدقة أبطلت الأجر وإن كانت في المعروف كدرت الصنيعة وأفسدتها.

والوجه الآخر أن يراد بالمن النقص يريد النقص من الحق والخيانة فيه في الكيل والوزن ونحوهما ومن هذا قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (٣)} (٣) أي غير منقوص، قال: ومن ذلك يسمى الموت منونا لأنه ينقص الأعداد ويقطع الأعمال وتقدم شيء من ذلك في المنفق سلعته بالحلف الكاذب.


(١) الكشاف (١/ ٣٧٦).
(٢) سورة آل عمران، الآية: ٧٧.
(٣) سورة القلم، الآية: ٣.