للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القاضي (١): الصواب ما جاءت به الرواية ويعضده صحيح اللغة وتفسير من فسره مميلات في الحديث: أنهن يمتشطن المشطة الميلاء وهي مشطة البغايا كما قال امرؤا القيس: غدائره مستشزرات إلى العلا .... (٢)

وإذا جمعتها هناك وكثرتها قد تميل كما تميل أسنمة البخت إلى الجهات عند كبرها وسمنها، وقد قالوا ناقة ميلاء إذا كان سنامها يميل إلى أحد شقيها هذا معنى الأسنمة المائلة على ما جاءت به الرواية إن شاء الله قاله القاضي (٣).

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها" الحديا، فيتأول بتأويلين كما في نظائره أحدهما: أنه محمول على من استحلت حراما من ذلك مع


(١) إكمال المعلم (٦/ ٦٥٩). والكنانى هو: هشام بن أحمد بن خالد بن سعيد، أبو الوليد الكِنانيّ الطُّلَيْطُلِيّ، ويُعرف بالوَقَّشِيّ، [المتوفى: ٤٨٩ هـ] ووقَّش قرية على اثني عشر ميلًا من طليطلة، قال أبو القاسم صاعد: أبو الوليد الوقَّشيّ أحد رجال الكمال في وقته، باحتوائه على فنون المعارف، وجَمْعه لكليّات العلوم، هو من أعلم النّاس بالنَّحْو، واللُّغة، ومعاني الشِّعْر، وعلم العَرَوض، وصناعة البلاغة، بليغ، شاعر، حافظ للسُّنَن وأسماء الرّجال، بصير بالاعتقادات وأُصُول الفِقْه، واقف على كثير من فتاوى فقهاء الأمصار، نافذ في علوم الشُّرُوط والفرائض، متحقّق بعلم الحساب والهندسة، مشرف على جميع آراء الحكماء، حَسَن النَّقْد للمذاهب، ثاقب الذّهن، يجمع إلى ذلك آداب الأخلاق، مع حُسْن المعاشرة، ولين الكَنَف، وصدْق اللّهجة. تاريخ الإسلام ١٠/ ٦٤٤ - ٦٤٥، وسير أعلام النبلاء ١٩/ ١٣٤ - ١٣٦، والصلة: ٢/ ٦٥٣ - ٦٥٤، ومعجم البلدان: ٥/ ٢٢٣.
(٢) صدر بيت من معلقة امرئ القيس عجزه: تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنًّى وَمُرْسَلِ.
(٣) مشارق الأنوار (١/ ٣٩٢).