للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مخرج الثناء وهذا أقرب إلى استحقاق والثناء، والثاني: أنه أبعد من إلحاق الآفة بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام (١)، أ. هـ قال بعض العلماء: وينبغي أن يحمل الحديث على من يترك ذلك رغبة عن الزواج وعن فعل السنة.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ولم يجعل الله حصورا إلا يحيى بن زكريا عليه السلام".

سؤال: فإن قيل فما معنى الحصور الذي سمى الله يحيى به؟ فالجواب عنه: أن يقال الحصور هو المنزه عن الشهوات وقيل الحصور الذي لا يأتي النساء وقيل الحصور المعصوم بالعصمة لا بالمعجزة.

سؤال: فإن قيل ما الحكمة في أن الله عز وجل سماه يحيى؟ فالجواب عنه من وجوه: أحدها: أنه لما أحيى له رحم أمه بعد ما أيست من الولد فسمي بذلك يحيى، والثاني: أنه لما أراد أن تنقطع النبوءة من بيته فأحيا الله عز وجل بيته بإبدائه النبوة منه فلذلك سمى يحيى، والثالث: سمي يحيى لأن له حياتين حياة في حال حياته وحياة في حال مماته فحياته الأولى حياة الطاعة وحياته الثانية حياة الشهادة لأنه قتل شهيدا والشهيد حي في الحقيقة قوله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} (٢) الآية، وحياة الطاعة هي حياة الحقيقة قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} (٣) الآية، يعني وقفناه للطاعة وقيل سمي يحيى لأنه


(١) تفسير البغوي (١/ ٤٣٧).
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٦٩.
(٣) سورة الأنعام، الآية: ١٢٢.