للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَامْرَأَة جعلهَا الله أُنْثَى فتذكرت وتشبهت بِالرِّجَالِ وَالَّذِي يضل الْأَعْمَى وَرجل حصور وَلم يَجْعَل الله حصورا إِلَّا يحيى بن زَكَرِيَّا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق عَليّ بن يزِيد الْأَلْهَانِي وَفِي الحَدِيث غرابة (١).

قوله: وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- تقدم الكلام عليه.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أربعة لعنوا في الدنيا والآخرة وأمنت الملائكة رجل جعله الله ذكرا فأنث نفسه وتشبه بالنساء وامرأة جعلها الله أنثى فتذكرت وتشبهت بالرجال" تقدم الكلام على ذلك في أحاديث الباب.

قوله: "والذي يضل الأعمى" يعني عن الطريق.

قوله: "ورجل حصور" الحديث، الحصور أصله من الحصر وهو الحبس سمي بذلك لأنه حبس عن الجماع ومنع وهو فعول بمعنى مفعول والحصور في قول ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة والحسن هو الذي لا يأتي النساء ولا يقربهن وكذا كره الجوهري في صحاحه (٢)، وقال سعيد بن المسيب الحصور هو العنين الذي لا مال له فيكون الحصور بمعنى المحصور كأنه ممنوع من النساء، وفيه قول آخر: أن الحصور هو الممتنع من الوطء مع القدرة واختار قوم هذا القول لوجهين أحدهما أن الكلام خرج


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ٢٠٤ رقم ٧٨٢٧). وقال الهيثمي في المجمع ٨/ ١٠٣: رواه الطبراني، وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (١٢٥٩) وغاية المرام (٨٨).
(٢) الصحاح (٢/ ٦٣١)، والنهاية (١/ ٣٩٥)، ونقل هذه الأقوال عن البغوى في التفسير (١/ ٤٣٧).