للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فكذلك العبادات، انتهى؛ وجعل مفتاح الحج الإحرام، ومفتاح البر الصدقة، ومفتاح الجنة التوحيد، ومفتاح العلم حسنة السؤال وحسن الإصغاء، ومفتاح النصر والظفر الصبر، ومفتاح المزيد الشكر، ومفتاح الإجابة الدعاء، ومفتاح الرغبة في الآخرة الزهد في الدنيا، ومفتاح الإيمان التفكر فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه، ومفتاح الرزق السعي مع الاستغفار والتقوى، ومفتاح كل خير الرغبة في الله تعالى والدار الآخرة، ومفتاح كل شر حب الدنيا وطول الأمل، وجعل الكسل والراحة مفتاح الخيبة والحرمان، وجعل المعاصي مفتاح الكبر، وجعل الكذب مفتاح النفاق، وجعل الشح والحرص مفتاح البخل وقطيعة الرحم وأخذ المالى من غير حله، وجعل الخمر مفتاح كل إثم، وجعل النظر مفتاح النظر، وجعل مفتاح حياة القلب تدبر القرآن والتضرع بالأسحار، ومفتاح التقوى لا حول ولا قوة إلا بالله، ومفتاح الجنة والولاية الذكر، وجعل مفتاح إطلاق النظر في الصور مفتاح الطلب، وجعل الإعراض عما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - مفتاح كل بدعة وضلالة، وهذه الأمور لا يصدق بها إلا من له بصيرة صحيحة وعقل يعرض به عما في نفسه وما في الوجود من خير أو شر، فينبغي للعبد أن يعتني كل الاعتناء بمعرفة المفاتيح وما جعله الله له، وكان أنس بن مالك يقول: إن الله جعل للخير مفاتيح وللشر مفاتيح وإن ثابت البناني من مفاتيح الخير (١)، انتهى، قاله في حادي الأرواح (٢).


(١) الزهد (١٤٢٠) لأحمد.
(٢) حادي الأرواح (ص ٦٨ - ٦٩).