للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأبو حازم، وغيرهما (١).

قوله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن هذا الخير خزائن، لتلك الخزائن مفاتيح" الحديث. قال العلماء رضي الله عنهم: قد جعل الله سبحانه وتعالى لكل مطلوب مفتاحا يفتح به، وهذا باب عظيم من أنفع أبواب العلم، وأن من أنفع أبواب العلم باب معرفة مفاتيح الخير والشر، ولا يوفق لمعرفتها والعمل بها إلا من وفقه الله تعالى، فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر مفتاحًا وبابًا يدخل منه إليه كما جعل الشرك والكفر والإعراض عما بعث الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم - والغفلة عن ذكره والقيام بحقه مفتاحا للنار، وجعل مفتاح الصلاة والطهور كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "مفتاح الصلاة الطهور"، قال ابن العربي قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مفتاح الصلاة الطهور"، من مجاز التشبيه؛ لأن الحديث لما كان مانعًا من الصلاة كان كالقفل الموضوع على الحدث حتى إذا توضأ انحل الغلق، وهذه استعارة بديعة، وكذلك قوله: "مفتاح الجنة الصلاة" بيَّن فيه أن أبواب الجنة مغلقة تفتحها الطاعات وركن الطاعات الصلاة، وقد ذكر البخاري عن وهب بن منبه أنه قال: "مفتاح الجنة لا إله إلا الله، وما من مفتاح إلا له أسنان" (٢) يعني: العبادات؛ فإن جئت بالمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح، ويتفاضل الإنسان في الفعل في الصغر والكبر والتأصيل والتفريع،


(١) انظر ترجمته: تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٣٨ ترجمة ٢٣٧)، وتهذيب الكمال (١٢/ الترجمة ٢٦١٢).
(٢) رواه البخاري تعليقًا ٣/ ٨٨ في الجنائز في فاتحته، قال الحافظ في الفتح: وقد وصله المصنف في التاريخ، وأبو نعيم في الحلية.