للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويستحب أن يجهر بالتسمية ليسمع غيره وينبهه عليها، ولو ترك التسمية في أول الطعام عامدا أو ناسيا أو جاهلا أو مكرها أو عاجزا لعارض آخر ثم تمكن في أثناء أكله منها استحب أن يسمي ويقول باسم الله أوله وآخره كما جاء في الحديث، والتسمية في شرب الماء واللبن والعسل والمرق والدواء وسائر المشروبات كالتسمية على الطعام في كل ما ذكرناه، وتحصل التسمية بقوله باسم الله ويكفيه ذلك، وتحصل به السنة فإن قال: بسم الله الرحمن الرحيم كان حسنا وهو الأفضل وسواء في استحباب التسمية الجنب والحائض وغيرهما، وينبغي أن يسمي كل واحد من الآكلين، فإن سمي واحد منهم حصل أضل التسمية وأجزأ عن الباقين نص عليه الشافعي وهو شبيه برد السلام وتشميت العاطس فإنه يجزئ فيه قول أحد الجماعة (١).

ويستدل له بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن الشيطان إنما يتمكن من الطعام إذا لم يذكر اسم الله تعالى عليه وهذا قد ذكر اسم الله عليه، ولأن المقصود يحصل بواحد كما ذكر والله أعلم (٢).

٣٢٠٠ - وَرُوِيَ عَن سلمَان الْفَارِسِي -رضي الله عنه- عَن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ من سره أَن لَا يجد الشَّيْطَان عِنْده طَعَاما وَلَا مقيلا وَلَا مبيتا فليسلم إِذا دخل بَيته وليسم على طَعَامه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ (٣).


(١) الأذكار (ص ٣٧٢)، وشرح النووي على مسلم (١٣/ ١٨٨ - ١٨٩).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٣/ ١٨٨ - ١٨٩).
(٣) أخرجه الطبراني في الكبير (٦/ ٢٤٠ رقم ٦١٠٢). وقال الهيثمي في المجمع ٨/ ٣٨: رواه =