للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لا يتمكن من الأكل إلا متكئأ لم يكن في ذلك كراهة، ثم روي بإسناده عن ابن عباس أنه كان يأكل متكئا أ. هـ قاله في الديباجة.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك لكم فيها" قال المنذري: ذروتها بكسر الذال المعجمة هي أعلاها، قال العلماء: والذروة أعلا سنام البعير وذروة كل شيء أعلاه ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل: "ألا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ " [وفي] حديث أبي موسى أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بإبل غر الذرى أي بيض الأسنمة سمانها (١).

قال الخطابي رحمه الله (٢): نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الأكل من أعلى الصحفة ومن ذروة الثريد سببه ما علله به من أن البركة تنزل في أعلاه، قال: وقد يحتمل ذلك وجها آخر وهو أن يكون النهي وقع فيما إذا أكل مع غيره وذلك [أن] وجه الطعام هو أفضله وأطيبه وإذا قصده بالأكل كل كان مستأثرا [به على أصحابه]، وفيه: من ترك الأدب وسوء العشرة ما لا خفاء به فأما إذا أكل وحده فلا تأثيره له أ. هـ.

وما قاله فيه نظر فإن الظاهر العموم. ففي الإحياء في القسم الثاني من آداب الأكل: أن لا يأكل من ذروة القصعة ولا من وسط الطعام بل يأكل من استدارة الرغيف إلا إذا قل [الخبز] فيكسر الخبز (٣)، أ. هـ، قاله في الديباجة.


(١) النهاية (٢/ ١٥٩).
(٢) معالم السنن (٤/ ٢٤٣).
(٣) إحياء علوم الدين ٢/ ٥ - ٧ بتصرف.