للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "والذي نفسي بيده إن هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة" أي تحاسبون يوم القيامة على ما أكلتم وشربتم فالنعيم هو المعبر بقوله: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)} (١) فأخبر الله تعالى أن الناس مسئولون عن نعيمهم في الدنيا فالنعيم كل ما يتنعم به أي يستطاب ويستلذ، وقال الزمخشري (٢): فإن قيل ما النعيم الذي يسأل عنه الإنسان ويعاقب عليه فما من أحد إلا وله نعيم، قلت: هو نعيم من عاب نفسه على استيفاء اللذات ولم يعش إلا ليأكل الطيب ويلبس اللين ويقطع أوقاته باللهو والطرب لا يغنم بالعلم والعمل ولا يحمل نفسه مشاقها وأما من يمتع بنعيم الله تعالى وأرزاقه التي لم يخلقها إلا لعباده ويقوي بها على دراية العلم والقيام بالعمل وكان ناهضا بالشكر فهو من ذلك بمعزل وإليه أشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله فيما يروي أنه أكل وأصحابه تمرا وشربوا عليه ماء فقال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين" فسؤالهم عن نعيم هذا اليوم، أي: سؤال (عرض لا سؤال) مناقشة وسؤال [إظهار] الفضل والمنن لا سؤالهم سؤالا يقتضي المعاتبة والمحن وإنما قال -صلى الله عليه وسلم- هذا استخراجا للشكر على النعيم وتعليما لذلك (٣)، أ. هـ.

قال القاضي عياض: المراد السؤال عن القيام بحق شكره، قال النووي:


(١) سورة التكاثر، الآية: ٨.
(٢) تفسير الزمخشري (٤/ ٧٩٣).
(٣) المفهم (١٧/ ٢١).